هِيَ كَالجَليدِ
بُرودُها
وَسُكونُها
في صَمتِها
بَل كُلُّها
لَكِنَّها في الأَصلِ
بُركانٌ يَثورُ مُكابِراً
في جَوفِها
مَهلاً أَرى
حِمَماً مِنَ الدَّمعِ الخَجولِ
تَجاسَرَت
وَ تَقاطَرت
مَا بَينَ أَشواقٍ
وَ إِخفاقٍ
وَ تَأبينٍ لِروحِ الطِّفلِ
أَن ماتَت ضَحِيَّةَ عَينِها
****
وَ تُحيلُ
كُلَّ مَصائِبِ الدُّنيا
نَصيباً مُزمِنا
وَ كَأَنَّما الأَقدارُ تَنفيها
وَ تَبغَضُ بَعضَها
وَهي الَّتي قَد ضَيَّعَت
أَحلامَها بِغَبائِها
وَ بِغَدر
أَن تَدورَ عَليهِ دائِرَةٌ
فَتُذهِبَ عَنهُ رَونَقَهُ
وَ تَقتُلَ فيهِ مَعناً
رُبَّما إِن ماتَ
لا يَحيا بِها
****
وَسَأَذكُرُ اليَومَ الَّذي
لَمَّا رَفَعتُ أَسِنَّةَ الأَقلامِ
مُنتَشِياً
فَقُلتُ لَكُم إِذَن
قولوا لَها
أَنّي قُتِلتُ بِحُبِّها
وَ بِأَنَّني
لازِلتُ أَذكُرُ
صَوتَها
وَ بِأَنَّني
لا لَستُ أَعرِفُ
شَكلَها
لَكِنَّها
في القَلبِ تَنبِضُ
وَحدَها
****
عَبثاً سَأَلتُ
وَ في الفُؤادِ تَزاحَمَت
وَ تَقاتَلَت
وَ تَناحَرَت أَأَن تَدورَ عَليهِ دائِرَةٌ
فَتُذهِبَ عَنهُ رَونَقَهُ
وَ تَقتُلَ فيهِ مَعناً
رُبَّما إِن ماتَ
لا يَحيا بِها
****
عَبثاً سَأَلتُ
وَ في الفُؤادِ تَزاحَمَت
وَ تَقاتَلَت
وَ تَناحَرَت أَفكارُ
مَن يا تُرى تِلكَ الَّتي
لَمَّا أَراها يَمَّمَت
شَطرَ الصَّديقِ أَغارُ
أَهي الَّتي؟!!
قالوا نَعَم
الآنَ تَعرِفُ شَكلَها
فَدَعَوتُ أَن وَفِّقهُما
وَ اجمَعهُما
فَكفى قُلوبٌ قُتِّلَت
وَ تَعَذَّبَت مِن أَجلِها
****
لا تَحسَبوني ساخِطاً
أَو حاقِداً
أَو شامِتاً
أَو ساخِراً
فَالآنَ تَفعَلُ بَعضَما قالَت
مُحالاً عِندَها
هَل جَرَّبَت
ضَعفَ المُحِبِّ لِوَهلَةٍ
سَتَلُفُّها
لِلخَيرِ يا رَبَّ الأَماني
دُلَّها
وَلِكُلِّ مَن باتَ اللَيالي
باكِياً
وَ لِكُل مَن أَضناهُ شَوقٌ
قاتِلٌ
وَ لِكُلِّ مَن قَرَأَ القَصيدَ
لِكُلِّ مَن قَد وَدَّني
أَو وَدَّها
ادعوا لَها