الآن أستطيع أن أحصي جراح روحك
وآمالك , وخيباتك , وفضائلك
بعد أن نسيت أصابعي
عدد مسام جلدك ! .
وانتهى زمن الشجار
زمن الغيرة الصغيرة , والغضب ,
وارتجاف الركب
لم يبق غير الحب ..
ما دمنا قد افترقنا
لم يبق غير الحب
يا حرية افريقية مغروسة حتى العظم
في جسد ذاكرتي ..
الآن فقط ,
صار بوسعي أن أحبك حقا
لأنه صار بوسعي أن أحدق فيك جيدا
بعيدا عن الثرثرة ـ فالثرثرة منفى الحب ـ
بعيدا عن أبخرة الغيرة الحمقاء
والتملك الوضيع ..
وألتقيك ,
وأحبك ,
وأودعك ,
في لحظة واحدة , كثيفة , مرهفة
تخترق فيها حواسي
عبر الدهاليز السرية للذاكرة ..
تراك تفكر بي في هذه اللحظة وتقول :
هجرتني الغادرة ؟
كان علي ان اهجرك حتى التقيك
صخبك كان يشوش حواسي
وجسدك يخدرني ,
واللقاء كان زوبعة ألعاب نارية ,
داخل رأسي
وكان لا مفر من الفراق الجميل
كي ينتابني هذا الاحساس الجميل
لقد أحبببتك